على طاولة برنامج ” حوار الانتخابات ” مشاركة الشباب في مراكز صنع القرار وتمثيلهم في الانتخابات

استضاف برنامج “حوار الانتخابات ” والذي ينتجه مركز أفق الحرية للبحوث والدراسات بالتعاون مع شبكة وطن الاعلامية ويقدّمه الإعلامي فارس المالكي، مدير مركز إعلام حقوق الانسان والديمقراطية – شمس د. عمر رحال ، وعضو مجلس قروي كفر نعمة السيدة لينا الديك ، والناشطة الشبابية نور عدوي .

وقال الدكتور عمر رحال، بأن الثورة الفلسطينية قامت على أكتاف الشباب، حيث مثلوا الرافد الأساسي للحركة الوطنية الفلسطينية، وكانوا وما زالوا في مقدمة النضال الفلسطيني، سواء في سبعينيات القرن الماضي، أو في الانتفاضة الأولى والثانية.

وأضاف رحال أن مؤسسي الثورة الفلسطينية، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني السابق أبو عمار والدكتور جورج حبش وغيرهم من المسؤولين الفلسطينيين الذين ساهموا في قيادة منظمة التحرير، كانوا من فئة الشباب.

وعبّر رحال عن رأيه في اتفاقية أوسلو، وقال انها ألقت بظلالها على الحركة الوطنية الفلسطينية بشكل عام، وأثّرت على دور الشباب في التنظيمات والحركات الفلسطينية، لافتا الى أن الحركات التي كانت تهتم بالتثقيف السياسي والتنظيمي والفكري قبل أوسلو تراجعت بسببها.

وشدد رحال على أن القوانين ليست العائق الوحيد أمام قدرة الشباب على الانخراط في مراكز صنع القرار، بل النظرة المجتمعية نفسها تحد من هذه القدرة، مشيرا إلى أن فئة الشباب حين يكونوا في المجالس القروية أو البلدية تتاح لهم فرص التعلم والخبرة.

وتحدث رحال عن دور الشباب في صناعة القرار الفلسطيني، موضحا أن نسبة الشباب في صناعة القرار تساوي 1% فقط، وأن جميع الفصائل والأحزاب السياسية تستبعد فئة الشباب من قيادتها باستثناء حركة حماس التي تستفيد منهم.

ودعا رحال الأحزاب السياسية والقطاع العام لمراقبة القطاع الخاص والاستفادة من الشباب المميزين ومنحهم فرصا للإبداع والنجاح.

وبشأن الانتخابات، استبعد رحال فرص إجراء الانتخابات في المدى القريب، نظراً لمواقف حركتي حماس وفتح اللتان ترفضان إجراء الانتخابات. ودعا الحركات والشباب والتنظيمات الأخرى للنزول إلى الشارع وتغيير استراتيجيتها لفرض الانتخابات والخروج من دوامة الأزمة.

وأشادت عضوة مجلس قروي كفرنعمة، لينا الديك، بدور الشباب (ذكورا واناثا) وأكدت أنهم الفئة الأكثر قدرة على السعي لإحداث التغيير، مشيرة إلى أن طموحات الشباب تسعى دائمًا لتحقيق آمالهم وأهدافهم، داعية إياهم للمشاركة بقوة في الانتخابات والمساهمة في تشكيل المستقبل.

ومتحدثة عن تجربتها، أكدت الديك أن المجتمع كان داعمًا لها في رغبتها في الانضمام إلى مجلس القرية، وأن أعضاء المجلس يحترمون آراءها ومساهمتها، لافتة الى أن شخصية المرأة هي التي تفرض حضورها وأهمية تمثيلها في المجال السياسي.

وأوضحت الديك أن مجلس قروي كفرنعمة جميعه من الشباب بما في ذلك الرئيس الذي له بصمة في التغيير.

وتحدثت عن تجربتها كشابة في المجلس القروي، حيث تواجه العديد من احتياجات الشباب، خاصة النساء، مشيرة إلى مبادرة نسوية نفذتها لتطبيق أفكار الشابات (معرض نسوي للسيدات)، متعهدة بمواصلة دعم كل شاب وشابة يحملون أفكارًا تسهم في التقدم والتغيير.

وأشارت الديك إلى أن المدارس تلعب دورًا هامًا في محاكاة الانتخابات لدى الطلاب، مما يساهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم واستعدادهم للانتخابات العامة. كما أشادت بخبرات الجامعات الفلسطينية التي تساهم في تشجيع المنافسة بين الشباب وتحضيرهم للمشاركة السياسية.

وقالت الديك بان الانتخابات ستكون حلا مناسبًا لمشكلة الانقسام الفلسطيني، وستعزز النضال الوطني وتساهم في إدارة البيت الفلسطيني، مؤكدة أنها ستعيد الوحدة وتُضيف دماء قيادية جديدة تسهم في تطوير المجتمع.

وأكدت الناشطة الشبابية نور عدوي أن فرص الشباب لأخذ دورهم في المجتمع تضاءلت بشكل مقلق، حيث أن الفارق الزمني بين القيادات السياسية الحالية والشباب أدى إلى ظهور فجوة في الأفكار والمعتقدات.

ورأت أن هذا الوضع سبب استبعاد فئة الشباب وتأجيل الانتخابات، مما حرم جيلًا كاملًا من المشاركة الفعلية في العملية الانتخابية.

وأشارت عدوي إلى قدرة الشباب على التحرك والتطوير واستخدام التكنولوجيا الحديثة، مؤكدة أنهم إذا أُتيحت لهم الفرصة المناسبة، سيكونون مثالًا في القيادة والمبادرات الإيجابية.

وتحدثت عدوي عن أزمة الثقة بين الشباب والتنظيمات السياسية، لافتة الى استجابة واسعة من قبل المواطنين للدعوات الشبابية المتعلقة بالمشاركة بمسيرات او وقفات او فعاليات مختلفة وذلك بعكس الدعوات التي تطلقها التنظيمات التي تكون المشاركة العامة فيها محدودة.

وأكدت أن الانتخابات ستعيد ثقة الشعب بنفسه وتستعيد وحدته، مما يحل مشكلة الانقسام، لافتة الى ان القدس كانت حجة للدعوة لإلغاء الانتخابات، وأن الشباب بالرغم من الاحباطات لم يفقدوا الثقة بالعمل السياسي، وإذا أتيحت لهم فرصة المشاركة والتجربة، فإنهم سيظهرون قدراتهم بشكل لافت.