Notice: Function wp_add_inline_style was called incorrectly. Do not pass <style> tags to wp_add_inline_style(). Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 3.7.0.) in /home/horizonc/public_html/wp-includes/functions.php on line 6078

مصطفى البرغوثي: النظام السياسي في حالة تآكل… والحل يبدأ بانتخابات شاملة وقيادة موحدة

أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، أن النظام السياسي الفلسطيني يمر بحالة من التآكل والتراجع نتيجة غياب الديمقراطية، واستمرار الانقسام الداخلي، وتغوّل

الاحتلال. وشدد على أن الحل يبدأ بالعودة إلى الشعب من خلال إجراء انتخابات شاملة وتشكيل قيادة وطنية موحدة.

جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة جديدة من برنامج “بصراحة” الذي اطلقة مركز افق للدراسات والابحاث بالتعاون مع شبكة وطن الاعلامية.

أزمة سياسية متراكمة
وأشار البرغوثي إلى أن النظام السياسي الفلسطيني يعاني من ثلاث أزمات مترابطة، تبدأ بفشل مشروع التسوية السياسية واتفاق أوسلو، الذي لم يلبِّ الحد الأدنى من تطلعات الشعب الفلسطيني، وتستمر بغياب قيادة وطنية موحدة قادرة على إدارة الصراع، وتنتهي بتعطيل العملية الديمقراطية منذ ما يقارب العقدين.

وأوضح أن غياب الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني منذ أكثر من عشرين عامًا، أدى إلى اتساع الفجوة بين القيادة والجمهور، وأسهم في تآكل واسع في شرعية النظام السياسي. وأكد أن هذا الواقع يفرض ضرورة ملحة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية وبالشراكة الوطنية الحقيقية.

الانتخابات مدخل أساسي للإصلاح
أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، أن الانتخابات الشاملة تُعد المدخل الرئيسي لإصلاح الوضع الداخلي الفلسطيني، مشددًا على أن إعادة الكلمة إلى الشعب هي الخطوة الأولى نحو أي إصلاح حقيقي.

وأوضح البرغوثي أن هناك حاجة ملحة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني، تشمل جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والشتات، لضمان مشاركة شاملة وعادلة تمثل مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني.

وانتقد البرغوثي التذرع برفض الاحتلال لإجراء الانتخابات في القدس، معتبرًا أن هذا المبرر غير مقبول، مذكّرًا بأن الانتخابات جرت في المدينة عام 2006 رغم قيود الاحتلال، مما يثبت أن تكرار التجربة ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية الحقيقية.

إعلان بكين… خارطة طريق قابلة للتنفيذ
وفي سياق متصل، أشار البرغوثي إلى أن إعلان بكين، الذي وقعته الفصائل الفلسطينية في يوليو/تموز الماضي، يُشكّل أرضية توافقية وخارطة طريق عملية يمكن الشروع في تنفيذها فورًا، في حال توفرت الإرادة السياسية.

وبيّن أن الإعلان ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، والدعوة لاجتماع الأمناء العامين، وتشكيل قيادة وطنية موحدة مؤقتة تدير المرحلة الانتقالية وصولًا إلى إجراء الانتخابات. ولفت إلى أن الاتفاق وقّع عليه 14 فصيلًا فلسطينيًا، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي، ما يمنحه شرعية وطنية شاملة ويعزز إمكانية تطبيقه على أرض الواقع.

إصلاح منظمة التحرير وتمكين الشباب والنساء ضرورة لإنقاذ المشروع الوطني
أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، أن منظمة التحرير الفلسطينية بحاجة ماسة إلى إعادة بناء مؤسساتها وتفعيل دورها، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. ولفت إلى أن تجديد المجلس الوطني الفلسطيني من خلال انتخابات ديمقراطية يُعد خطوة محورية لإعادة الشرعية للنظام السياسي الفلسطيني.

ودعا البرغوثي إلى ضرورة إشراك جميع الفصائل الفلسطينية ضمن إطار المنظمة، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي، من أجل تعزيز وحدة التمثيل الفلسطيني وتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال والمشاريع التصفوية.

تمكين الشباب والنساء وتفعيل العمل النقابي
وشدد البرغوثي على أهمية تمكين الشباب والنساء في الحياة السياسية، من خلال تخفيض سن الترشح للانتخابات وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، مشيرًا إلى نماذج ناجحة لشباب فلسطينيين في مواقع صنع القرار حول العالم.

كما دعا إلى إجراء انتخابات دورية للنقابات والاتحادات الشعبية، مشيرًا إلى أن العديد منها لم يشهد انتخابات منذ عقود، ما أفقدها قدرتها على تمثيل القواعد الشعبية بشكل فعّال.

دعوة لاتخاذ قرارات جريئة
وختم البرغوثي بالتأكيد على أن الوضع الفلسطيني الراهن يتطلب إرادة سياسية حقيقية واتخاذ قرارات جريئة وفورية، مشددًا على أن التأجيل والمماطلة لن يفضيا إلى أي نتائج، بل سيؤديان إلى مزيد من التدهور. وأوضح أن الكرة الآن في ملعب القيادة الفلسطينية، محذرًا من أن تجاهل صوت الشارع وعدم الشروع في إصلاح جذري قد يؤدي إلى ضياع ما تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني.

في الختام: رسالة البرغوثي للشعب الفلسطيني
في ختام حديثه، وجّه الدكتور مصطفى البرغوثي رسالة صادقة ومباشرة إلى الشعب الفلسطيني، مؤكدًا على أهمية التوحد في هذه اللحظة التاريخية من أجل مستقبل فلسطين.

وشدد على ضرورة التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في الديمقراطية، والعمل الجاد لتحقيق الوحدة الوطنية، معتبرًا أن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بإرادة الشعب، وإصراره على خوض طريق التغيير عبر انتخابات حرة وشاملة.

وأكد البرغوثي أن على الشعب الفلسطيني أن يواصل نضاله من أجل حقوقه، وألا يتراجع أمام التحديات، لأنهم أصحاب الحق، وهم من يصنعون المستقبل الفلسطيني بأيديهم وإرادتهم.