بسام الصالحي: النظام السياسي الفلسطيني بحاجة لإصلاح شامل.. وغياب الانتخابات يعمق من أزمته
• “غياب الشباب والنساء عن مراكز صنع القرار داخل الفصائل الفلسطينية يستدعي المعالجة والتفعيل”
• الصالحي يطلق مبادرة من خلال برنامج بصراحة لترتيب البيت الفلسطيني
• “المبادرة تقوم على تشكيل وفد فلسطيني موحد بقيادة منظمة التحرير للتعامل مع وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار”
• “المبادرة هدفها الأول وقف الإبادة الجماعية في غزة ومخاطر التهجير المتصاعدة في الضفة”.
• “حماس والسلطة تحت ضغوط لتنفيذ إملاءات، والوحدة الفلسطينية ضرورية لمواجهة ذلك”
• “ندعو الجميع لقراءة التحولات الكبرى بعد السابع من أكتوبر وبناء استراتيجية وطنية جديدة”
رام الله: يواجه النظام السياسي الفلسطيني تحديات كبيرة في ظل الواقع الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية، حيث يتطلب الأمر مراجعة شاملة وإصلاحًا حقيقيًا وضخا لدماء جديدة وشابة لمواجهة هذه التحديات. في هذا السياق، استضاف برنامج “بصراحة”، الذي ينفذه مركز أفق للدراسات والأبحاث بالتعاون مع شبكة وطن الإعلامية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي.
الصالحي: أولويتنا وقف الإبادة ومواجهة مخاطر التهجير
شدد الصالحي في بداية حديثه على أن الأولوية الأساسية الآن هي وقف الإبادة الجماعية في غزة التي تتوسع لتشمل الضفة الغربية، مؤكدًا أن قضية التهجير ومخاطرها تمثل أكبر كابوس يواجه الشعب الفلسطيني إلى جانب الإبادة.
وأوضح أنه لا شيء يتقدم على أولوية الوحدة الفلسطينية لمنع هذا الوضع واستمراره، وهو ما يتطلب استعدادًا داخليًا فلسطينيًا وبذل جهد عربي ودولي في هذا الاتجاه ، ونتيجة لتقدير هذه الأولوية، طرح حزب الشعب تصورًا ومبادرة للخروج من هذا الوضع ويعمل حاليًا على تفعيلها.
مبادرة حزب الشعب: ثلاثية الأبعاد للخروج من الأزمة
أوضح الصالحي أن المبادرة التي أطلقها حزب الشعب ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية ذات طابع استراتيجي، إذ أكد أن الأولوية تُعطى لوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية، مع ضرورة الشروع على الفور في عمليات إعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.
وفي سياق متصل، شدد على أهمية تحقيق أفق سياسي جديد يتمثل في إنهاء ظروف الاحتلال القائمة والعمل على استقلال دولة فلسطين بالشكل الكامل.
كما أشار الصالحي إلى أن الركيزة الثالثة من المبادرة تتمثل في تطوير وتفعيل النظام السياسي الفلسطيني، مشددًا على أن هذه الخطوات تتطلب نقاشًا عميقًا ومسؤولًا بمشاركة جميع القوى الفلسطينية من أجل الوصول إلى حلول توافقية تعكس تطلعات المجتمع الفلسطيني بأكمله.
لقراءة المبادرة اضغط هنا
الوحدة الفلسطينية لمواجهة الضغوط والإملاءات
أكد الصالحي إن وقف الإبادة الجماعية يمثل أولوية قصوى، مؤكدًا أن توحيد الموقف الفلسطيني بات ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة، ولفت إلى أن الضغوط المفروضة على حماس تهدف لفرض شروط محددة، في وقت لا تملك فيه أي من حماس أو السلطة الفلسطينية القدرة الكافية، كلٌّ على حدة، على فرض وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن هذا الواقع يتطلب تحركًا وطنيًا عاجلًا لتشكيل موقف فلسطيني موحد، وذلك من أجل التصدي للمخاطر الحالية، وعلى رأسها وقف العدوان.
وفي هذا الإطار، اكد الصالحي أن المبادرة تدعو الى تشكيل وفد فلسطيني موحد بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وبمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، على غرار نموذج عام 2014، للتحرك باتجاه تثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ الخطة العربية لإعادة الإعمار.
دعوة لتعليق العمل المسلح مقابل تحرك دولي لإنهاء الاحتلال
وفي الشق السياسي، أكد الصالحي المبادرة تقترح استعداد فلسطيني لتعليق العمل المسلح في غزة والضفة أمام المجتمع الدولي خلال فترة زمنية محددة، مقابل مطالبة العالم بالتحرك لوقف الانتهاكات والعدوان الإسرائيلي، بالتزامن مع عقد مؤتمر دولي وتولي الأمم المتحدة عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال دولة فلسطين.
تطوير النظام السياسي: ضرورة ملحة لتجاوز الانقسام
أما فيما يتعلق بتطوير وتفعيل النظام السياسي الفلسطيني، فأشار الصالحي إلى أن المجلس المركزي الفلسطيني يجب أن يعالج بشكل شامل وضع النظام السياسي المكون من المنظمة والدولة والسلطة، والعمل على توحيد أو تفعيل هذا النظام.
وأكد أن المشاركة الشعبية والجماهيرية والديمقراطية والانتخابات هي حق مكفول، لكن معالجة التعقيدات تتطلب أولاً توافق القوى السياسية والمجتمعية على معنى تطوير وتجديد النظام السياسي.
واقترح الصالحي الذهاب إلى صيغة انتقالية للنظام السياسي لحين إجراء الانتخابات، مع تفعيل المجلس الوطني الفلسطيني ليضطلع بمسؤوليات المجلس التشريعي مؤقتًا.
معالجة غياب الشباب والنساء عن مراكز صنع القرار
أكد الصالحي وجود غياب واسع لأجيال كبيرة من الشباب والنساء عن مواقع صنع القرار، متفقًا مع الآراء التي تطرح هذه الإشكالية، وشدد على ضرورة معالجتها من خلال تفعيل دور هذه الفئات ضمن آليات إضافية تضمن مشاركتهم الفاعلة في الحياة السياسية وصنع السياسات العامة.
رسالة للمجلس المركزي: وحدة الصف لمواجهة التحديات
ودعا الصالحي المجلس المركزي إلى إرسال رسالة وحدة للشعب الفلسطيني ومعالجة كيفية بناء حوار حقيقي يؤدي إلى توحيد الجهد لوقف الإبادة والتهجير وتعزيز الموقف الفلسطيني نحو إقامة الدولة وإعادة بناء النظام السياسي بمشاركة شعبية عبر الانتخابات.
تفعيل دور المنظمة ضروري في مرحلة التحرر
أكد الصالحي أن تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية يظل ضروريًا في مرحلة التحرر الوطني، وأن أهدافها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني لا تزال قائمة.
دعوة لقراءة التحولات الكبرى بعد السابع من أكتوبر
في ختام حديثه، دعا الصالحي جميع الأحزاب الفلسطينية إلى قراءة ما جرى ويجري خارج إطار الفهم التقليدي، مؤكدًا أن إسرائيل ما بعد السابع من أكتوبر تسعى لحسم صراع الوجود، وهو ما يفرض متغيرات كبيرة على الحالة الفلسطينية ويتطلب إعادة بناء الاستراتيجية الوطنية والاجتماعية.
Recent Posts
- مصطفى البرغوثي: النظام السياسي في حالة تآكل… والحل يبدأ بانتخابات شاملة وقيادة موحدة
- بسام الصالحي: النظام السياسي الفلسطيني بحاجة لإصلاح شامل.. وغياب الانتخابات يعمق من أزمته
- خلال برنامج بصراحة لمركز أفق للدراسات والأبحاث.. عباس زكي: إصلاح منظمة التحرير وضخ دماء جديدة فيها ضرورة و”العلة في الأشخاص”
- القيادية في المجتمع المدني آمال خريشة: الانتخابات لضخ دماء جديدة وتعزيز الحوكمة والشفافية أساسٌ لإصلاح النظام السياسي الفلسطيني
- رمزي رباح لبرنامج بصراحة: رأس النظام السياسي وطرفي الانقسام يتحملان مسؤولية ضعف القرار الفلسطيني ومنظمة التحرير ومؤسساتها شبه معطلة وقراراتها لا تُنفذ